أسفرت قرعة الدور ربع النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عن ثلاث أنواع من المواجهات عبر اللقاءات الأربعة المرتقبة التي ستنطلق مطلع الشهر القادم، من خلال أربعة أندية إنجليزية أرسنال ومانشستر يونايتد وليفربول وتشلسي إلي جانب برشلونة الأسباني وشالكه الألماني وروما الايطالي وفناربخشة التركي.
فجاءت المواجهة الأولي بنكهة إنجليزية خالصة بين ليفربول "وصيف البطولة الماضية" وأرسنال "وصيف النسخة قبل الماضية" لتكون هي الأبرز بين لقاءات دور الثمانية للبطولة، ثم جاء لقاء روما الإيطالي ضد مانشستر يونايتد الأنجليزي تحت عنوان "كلاكيت ثالث مرة".
وإذا جاءت أولي المواجهات إنجليزية خالصة، والثانية ثأرية، فتستكمل اللقاءات بمواجهتين غامضتين بين برشلونة أمام شالكه وتشلسي ضد فناربخشة وإن كانت الحسابات النظرية ترجح كافة الطرف الأول في كل مواجهة ولكن يبقي للملعب كلمة الفصل بعيدا عن الأسماء والتاريخ.
أرسنال وليفربول نكهة إنجليزية علي الطريقة الأوروبية
وضعت قرعة البطولة قاهري أبناء ميلان وجها لوجه حيث يصطدم الأرسنال متصدر الدوري الانجليزي الذي جاء عبوره الي ربع النهائي علي حساب ميلان "حامل اللقب" بهزيمة مدوية في عقر داره، بغريمة الإنجليزي ليفربول والذي حجز بطاقة التأهل عبر انتر ميلان "متصدر الكالتشيو" بجدارة واستحقاق بالفوز ذهابا وإيابا.
ويضم الفريقان كتيبة ثقيلة من النجوم التي تملك مقومات الفوز وتحمل الترجيح لفريقها، وإن كان "المدفجية" يسير هذا الموسم بخطي ثابته بعناصر شابة اثبتت أحقيتها بالدفاع عن ألوان الفريق اللندني فحملته الي صدارة "البريمرز ليج"وسارت بخطي واثقة في البطولة الأوروبية متخطيا العقبة تلو الأخرى، وتأتي عناصر الترجيح من خلال الاسباني الشاب سيسك فبريجاس والتوجولي ايدبايور ومن خلفهم تتعدد الأسماء تحت قيادة الفرنسي القدير ارسين فينجر.
فيما تختلف دوافع "الريدز" في البطولة بعد التخلف بعشر نقاط عن قمة المسابقة المحلية، والخروج من الكأس الأنجليزية وقبلها كأس رابطة المحترفين، ليبقي الدوري الاوروبي هو الأمل الأخير للأسباني رافاييل بنيتز للإستمرار علي رأس الجهاز الفني للفريق الإنجليزي.
ويعول بنيتز علي ترسانة من النجوم بقيادة مايسترو الوسط ستيفن جيرارد وأمامه المتادور الاسباني فيرناندو توريس والعملاق الانجليزي بيتر كراوتش والهولندي ديرك كويت، ويستضيف ملعب "الإمارات" مباراة الذهاب بالعاصمة لندن، فيما يحتضن ملعب "الإنفيلد" بمدينة ليفربول.
مانشستر وروما "الثأر أو تأكيد التفوق"
ويتجدد الصراع بين روما ومانشستر للمرة الثالثة في أخر نسختين للبطولة حيث سبق للفريقين أنا تقابلا في الدور ذاته للبطولة الماضية وانتهت بهزيمة مدوية لأبناء روما بسباعية مذلة مقابل هدف وحيد، ثم عاد ليتقابل الفريقان في دور المجموعات للبطولة الحالية فجدد "الشياطين الحمر" الفوز ذهابا بهدف نظيف، وتعادلا إيابا بهدف لكل فريق.
ويتدخل روما منتشيا في مواجهة هذا الدور بعد الصحوة القوية في الدوري الايطالي والتي وضعته علي بعد خطوات قليلة من الانتر المتصدر، كما جاء عبوره الي هذا الدور عبر ريال مدريد الاسباني "صاحب اليد الطولي في البطولة بتسع ألقاب" وترك بصمته علي النادي الملكي ذهابا وإيابا بهدفين مقابل هدف.
أما مانشستر يونايتد فقد تجاوز كبوة خروجه من الكأس الانجليزية سريعا، فسحق دربي كونتي في الدوري المحلي بسداسية أنعشت لاعبيه قبل موقعة روما، ويعتمد السير اليكس فيرجسون مدرب المان علي المتألق كريستيانو رونالدو وأمامه واين روني والي جولره الارجنتيني كارلوس تيفيز في مواصلة تفوق الشياطين علي ذئاب روما، ويستضيف الملعب الاولمبي بروما مباراة الذهاب، فيما يستضيف ملعب "أولد ترافورد" مباراة العودة.
برشلونة يحاول إيقاف مغامرة شالكه
جاءت القرعة رحيمة "نوعا ما" بممثل اسبانيا الوحيد في البطولة حيث يلتقي مع شالكه الممثل الباقي للفرق الألمانية، والذي عبر بقوة من دور الي دور وتخطي العديد من العقبات في طريقه نحو ربع نهائي البطولة.
ويرجح التاريخ وفارق الإمكانيات الي جوار الفريق الكاتالوني "صاحبي لقبي البطولة عامي 1992، 2006" والذي يضم أسماء هي الأبرز في الساحة العالمية حاليا، بقيادة البرازيلي رونالدينهو وأمامه الفرنسي تيري هنري والكاميروني صامويل ايتو ومن خلفهم ديكو وزافي وانيستا تحت قيادة الهولندي فرانك ريكارد، والذي لا يؤرقه سوي غياب النجم الارجنتيني ليونيل ميسي، الي جانب قلقه الطبيعي من مفاجآت منافسه الازرق الالماني.
وجاء عبور البرسا علي حساب سلتيك الاسكتلندي بالفوز ذهابا وإيابا، فيما جاء حجز شالكه بطاقة التأهل من خلال بورتو البرتغالي "حامل لقب بطولة 2004" بعد معاناة طويلة حسمتها ركلات الترجيح لصالح الألمان، وتعول جماهير شالكه علي مهاجم الفريق كيفن كوراني لحسم مباراة الذهاب علي ملعب "شالكه ارينا" بنتيجة مريحة قبل مباراة العودة علي ملعب "نو كامب" بمدينة برشلونة.
تشلسي يصطدم بطموح الحصان التركي
وضعت القرعة الطرف الانجليزي الرابع في هذا الدور فريق تشلسي في مواجهة يصفها المراقبون "بالسهل الممتنع" أمام القادم من جبال الأناضول "فناربخشة" والتي تميل فيها الكفة تجاه "البلوز" من خلال الاسماء التي يزخر بها بوجود الايفواريين دروجبا وكالو ومعهم الأوكراني شيفتشينكو وخلفهم لامبارد وجو كول والألماني ميكايل بالاك والغاني مايكيل ايسيان، وكما هو الحال مع ليفربول تأتي طموحات تشلسي بما تمثله البطولة الأوروبية من الأمل الأخير نحو إنقاذ الموسم والبحث عن اللقب الأول في البطولة القارية.
وكان قدر تشلسي أن يعبر الي ربع النهائي علي حساب أحد الوجوه الطموحة في البطولة "أوليمبياكوس" اليوناني، ولكن في المقابل تخطي فناربخشة "الحصان الأسود للبطولة" عقبة أشبيلية الأسباني "بطل كأس الأتحاد الأوروبي" بعد
مواجهتين قويتين حفلا بالاثارة والندية والاهداف بواقع خمسة في كل مباراة، ولكن وقفت ركلات الترجيح الي جانب أبناء تركيا.
ويعول جماهير فناربخشة علي البرازيليين روبرت كارلوس وأليكس والصربي ماتيا كيزمان لمواصلة مشوار التميز هذا الموسم، وتقام مباراة الذهاب علي ملعب سـاراكوغلو بتركيا، قبل أن يحتضن ملعب "ستانفورد بريدج" بالعاصمة لندن مباراة العودة.
وتقام مباريات الذهاب لدور الثمانية يومي الثلاثاء والأربعاء 1 و 2 من إبريل المقبل، بينما تقام مباريات الإياب يومي الثلاثاء والأربعاء 8 و 9 من الشهر نفسه.
__________________